كيرة والجن

 عند اندلاع ثورة 1919 في مصر، يتوحد مصير أحمد عبد الحي كيرة وعبد القادر الجن عندما يتشاركان في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي.

 

 

شارك

تفاصيل كيرة والجن

قصة كيرة والجن

 ينطلق الفيلم من مشهد يضجّ بالظلم والغضب، عن مذبحة دنشواي عام 1906، حيث يُقتل والد أحمد عبدالحي كيرة أمام عينيه على يد جنود الاحتلال البريطانيّ، وتصبح هذه الحادثة دافعاً رئيسياً لنمو شعور كيرة بالثأر والقضاء على الظلم. تنقلنا أحداث الفيلم إلى ثورة 1919، حيث يموج الشارع المصري بالغليان والرغبة في التحرّر من نير الاحتلال.

يلتقي كيرة بعبدالقادر الجنّ، ويصبحان رمزاً للنضال ضدّ المحتل. كيرة، ذلك الطبيب المثقّف الذي عاش حياة هادئة، لكنه يتحوّل إلى مقاومٍ شرس بعد مقتل والده فباع الأرض وهاجر مع جدته للقاهرة حيث درس الطب والتمثيل وتزوج من زينب التي أنجب منها إبنه فهمي، ويصبح كيرة صديقاً للإنكليز فيطلق عليه زملاءه لقب "ابن الإنكليز". الجنّ، ذلك الشاب المهمّش الذي انحرف عن الطريق الصحيح وتعاون مع الإنكليز الذين يقومون بحمايته فيبيع لهم السجائر والخمور والمخدرات ويصبح بالتالي مدمن عليها وعلى الهيروين، لكن والده شحاته كان من جنود عرابي.

يُسلّط الفيلم الضوء على رحلات النضال التي خاضها كيرة والجنّ ضدّ الإنجليز، من عمليات اغتيال مُتقنة ضدّ قادة جيش الاحتلال البريطانيّ، إلى جمعِ المعلومات عن العدوّ، إلى التوعية بين أوساط الشعب بخطورة الاستعمار. ينتقل الفيلم لتوثيق بعض الأحداث التاريخية التي وقعت إبان فترة الاحتلال، مثل ثورة 1919، حيث يشارك كيرة والجنّ في الثورة ضدّ الإنجليز ويقدّمان تضحيات كبيرة من أجل الوطن، ومجزرة مسجد الحسين، ويظهر الفيلم بشاعة هذه المجزرة التي قام بها الإنجليز ضدّ المصلّين، ومذبحة قرية ميت القرشي، وصولاً إلى جلاء آخر جندي بريطاني عن مصر في عام 1956.

حرص العمل على إبراز النسيجِ الوطني بمختلف تياراته، فظهرت مجموعة الفدائيين على أنهم مجموعة من الأفراد تأتي من خلفيات ثقافية ودينية، وطبقات اجتماعية مختلفة. لكنهم يجتمعون على حب الوطن، فمنهم المسيحي، واليهودي، والطبيب، والعامل البسيط، والفقير وإبن الذوات، والمصري والخواجة. مجموعة متنوّعة تمثل وحدة الشعب المصري في مقاومة الاحتلال، فكل فرد فيها على استعداد لتقديم روحه فداء للوطن إيماناً منهم بأن حياتهم لا قيمة لها بدون حرية وكرامة، تُؤكّد الخاتمة على صدقِ الهتاف الشهير "نموت نموت وتحيا مصر". فحياة كيرة وفداء الجن، وتضحيات جميعِ أفراد المجموعة تمثل تجسيداً حقيقياً لهذا الهتاف. يُشير الفيلم إلى أن جيلاً جديداً قد نشأ على مبادئ الحرية والكرامة، ففهمي، ابن كيرة الذي قُتل، قد كبر وعاصر خروج آخر جندي إنكليزي من مصر عام 1956.