عالحد

 بعد ثماني سنوات على اختفاء زوجها، تعيش ليلى حياة هادئة مع ابنتها تالا في أحد أحياء بيروت، بحيث تعمل في صيدلية وتُكافح قساوة الأيام، إلا أن هذا الهدوء الظاهري يخفي وراءه أسراراً عميقة، ستقلب حياة ليلى رأساً على عقب وتدخلها في رحلة تشويقية مليئة بالغموض والانتقام.

تبدأ الأحداث عندما تُتهم ليلى بجريمة قتل مروعة، حيث يُقتل شاب في الحي الذي تقطن فيه، لتجد نفسها محاصرة بين براثن التحقيق وسهام الاتهام. تنكر ليلى التهمة جملة وتفصيلاً، لكن الأدلة تشير إليها بشكل قاطع. تُدخلها هذه التهمة في رحلة مظلمة من البحث عن الحقيقة، رحلةٌ تكشف خلالها عن أسرار من الماضي، وتواجه فيها صراعات داخلية وخارجيةً تهدد وجودها.

تُواجه ليلى تحديات هائلة في رحلتها للبحث عن الحقيقة وتبرئة ساحتها، بينما تحاول في الوقت نفسه حماية ابنتها من التأثيرات السلبية لهذه الأحداث المروعة. ومع تصاعد أحداث المسلسل، تُفاجأ ليلى بمشاعر جديدة لم تعتقد أنها ستشعر بها مرة أخرى، مشاعر الحب. يدخل رجل غامض حياتها، ويُقدم لها الدعم والحب اللذين تفتقدهما.

لا تقتصر أحداث العمل على رحلة ليلى المُثيرة في دهاليز الغموض والانتقام، بل تتعدى ذلك لتُقدم لوحةً مجسّدة للمجتمع العربي بكل تناقضاته وقضاياه. فيتناول المسلسل عددًا من المشكلات المجتمعية المُلحّة، مثل انتشار المخدرات وتوزيعها وبيع الأدوية من دون وصفات طبية، مسلطاً الضوء على مخاطرها وآثارها المدمرة على الأفراد والمجتمع. كما يطرح العمل قضية التحرش الجنسي والخيانة الزوجية، مناقشاً تداعياتها على الضحايا والعلاقات الأسرية.

يُسلط المسلسل الضوء أيضًا على مشكلة رفض بعض الأسر السورية مصاهرة العائلات اللبنانية، على الرغم من الإقامة في لبنان، مُناقشاً أسباب هذا الرفض وتأثيراته على العلاقات الإنسانية. لا يغفل "عالحد" أيضاً عن التطرق للقوانين اللبنانية، مثل عقوبة المغتصب بالسجن لمدة 5 سنوات، مُناقشًا مدى فاعلية هذه القوانين في ردع الجرائم وحماية الضحايا. كذلك يقدم المسلسل لمحة عن معاناة السوريين المقيمين في لبنان بشكل غير شرعي، وما يتعرضون له من أزمات على مختلف الأصعدة. مع كل مشهد جديد، تزداد حدة التشويق وتتراكم الأسئلة، تاركة المشاهد في حالة من الترقب والانتظار لمعرفة ما سيحدث لاحقاً. هل ستتمكن ليلى من إثبات براءتها وكشف الحقيقة؟ وما هي الأسرار المظلمة التي تُخفيها عن الجميع؟