المخرج دافيد أوريان في مقابلة حصرية لأفلامي مسلسل سكة سفر ظاهرة كوميدية
المخرج دافيد أوريان في مقابلة حصرية لأفلامي مسلسل سكة سفر ظاهرة كوميدية

 
ظاهرة كوميدية ينتظرها كل من في المملكة العربية السعودية من عام إلى عام، بهذه الكلمات وصف المخرج اللبناني الشاب دافيد أوريان مسلسل سكة سفر، مؤكداً أنه من أهم المسلسلات الكوميدية السعودية التي تحمل رسائل اجتماعية رائعة. وبالفعل تصدّر الجزء الثالث من مسلسل سكة سفر لائحة الأعمال الرمضانية الأكثر مشاهدة على منصة شاهد لأكثر من أسبوعين.

كان لنا في موقع أفلامي حديث حصري مع المخرج دافيد أوريان للاطلاع أكثر على كواليس العمل وعلى تجربة خوضه السباق الرمضاني من خلال إخراج عمل سعودي هو من بين الأشهر على الساحة الرمضانية. كما أطلعنا على مشاريعه المستقبلية وعلى العمل الذي سيعرض في صيف 2024 من بطولة نجمين رائعين من العالم العربي.

ليس هذا وحسب بل زودنا المخرج الذي اشتهر بعفويته وبايجابيته التي لا مثيل لها على مواقع التصوير بصور حصرية من العمل بعدسة المصوّر عباس مزهر.


ما هو الموقف الذي لن تنساه خلال تصوير مسلسل سكة سفر؟

هناك الكثير من المواقف، إلا أن الموقف الذي لا يمكنني على الإطلاق نسياته هو ما قام به الممثل الكبير الاستاذ عوض عبدالله في إحدى الحلقات. ففي تلك الحلقة، يَدّعي الاستاذ عوض عبدالله أنه محامي ويوهم الأبطال الثلاثة بذلك، في نهاية الحلقة عليه الهرب منهم، وإذا به خلال تصوير المشهد يتعثر ويسقط بقوة ومع هذا نهض من جديد وتابع المشهد وكأن شيئاً لم يكن، مع العلم أن إصابته لم تكن طفيفة. تفاني الاستاذ عوض عبدالله وشغفه بكل تفاصيل المهنة هو ما يدفعنا ويشجعنا على الاستمرار، لاسيما وأن هذا الشغف نابع من شخصية لها ثقلها في عالم الفن.

إن أردت تلخيص الأمر، لن أنسى تواضع الاستاذ الكبير عوض عبدالله وأن فريق العمل كله كان متفانياً ومتحمساً وشغوفاً بهذا المشروع ما انعكس على النتيجة النهائية للعمل. فمسلسل سكة سفر بشكل عام هو عمل مميّز يجمع الجيل الجديد بالجيل القديم، ما يفسح المجال للجيل الصاعد وللمواهب الجديدة للتعلم من الجيل القديم والاستفادة من خبراته التي لا تقدّر بثمن.
كما أنه لا يمكنني أن أنسى الجنود المجهولين في العمل، وكل من عمل وراء الكواليس، فكل فرد من فريق العمل ترك بصمة رائعة سترافقنا طوال الحياة، ومن بين الأشخاص الذين لا يسعنى سوى أن أتذكرهم هو مهندس الصوت محمد عبدالسلام رحمه الله، الذي وافته المنية خلال شهر رمضان إلا أنه ترك أثراً كبيراً في نفوسنا كلنا خلال تصوير سكة سفر 3.


ما هي الرسالة التي تتمنى أن يكون قد فهما الجمهور من الجزء الثالث من سكة سفر؟

أهمية وروعة الروابط التي تجمع الأخوة، فمسلسل سكة سفر بأجزائه الثلاثة يعالج العديد من القيم الاجتماعية بإطار كوميدي خفيف ومميّز بحيث يشدد على أنه لا يمكن لأي موقف أو شخص أن يفرق بين الأخوة.

كما يهمني أن يدرك الجمهور أن الأعمال الدرامية على أنواعها هي أعمال تعكس واقع المجتمع وتعالج مشاكله، فغالبية الأعمال الدرامية ولاسيما الرمضانية تتناول فكرة أو حقيقة نعيشها جميعنا في كل بيت، على سبيل المثال الروابط الأسرية والأخوة في مسلسل سكة سفر، المناوشات والمشاكل بين الأخوة أمر طبيعي للغاية وهذا ما شددنا عليه، مؤكدين أنه مهما كبرت المشاكل فلا شيء يفرق الأخوة.

 

ما مدى صعوبة إخراج عمل من عدة مواسم، لاسيما وأن الموسيمين السابقين كانا من إخراج مخرجين آخرين؟

في الحقيقة المسألة ليست صعبة على قدر ما هي تحدٍ نواجهه كمخرجين لإضافة شيء جديد ولترك بصمتنا الخاصة. وهذا بالتحديد ما كنت أفكر به، أي كيفية إضافة شيء جديد ورائع بعد 60 حلقة، أي بعد الموسم الأول والثاني، سواء من حيث طرح مواضيع جديدة ومثيرة للاهتمام أو من حيث الممثلين وأدائهم، وبصراحة لقد كان لي شرف التعامل مع نجوم كبار من المملكة العربية السعودية، مثل الممثل ابراهيم الحساوي والاستاذ عوض عبدالله وعمالقة كثر آخرين.


ما هي التحديات التي واجهتها بشكل عام وكيف تخطيتها؟

التحدي الأبرز كان تعدد مواقع التصوير في الجزء الثالث من سكة سفر، ففي الجزء الأول والثاني كان التصوير محصوراً في موقع واحد يزوره ضيف جديد في كل حلقة، ما يعني أن الوقت كان يلعب لصالح فريق عمل هذين الجزأين. في الجزء الثالث كل حلقة تم تصويرها في موقع مختلف وكأننا نصور 30 فيلماً قصيراً وذلك في المدة الزمنية نفسها التي منحت للجزء الأول والثاني، أي تصوير 30 حلقة في حوالى 65 يوماً، فكان تحدياً كبيراً بالنسبة إلي.

من التحديات الأخرى التي واجهناها هي اختلاف الظروف المناخية من منطقة إلى أخرى، التي كانت تؤثر بشكل مباشر على مدة الوقت المخصص للتصوير، كالضباب على سبيل المثال، إلا أننا تمكنا من تخطي كل هذه التحديات بفضل الخبرة أولاً وبفضل فريق العمل ثانياً.

 


أخبرنا المزيد عن تجربتك مع المسلسلات السعودية، هل تختلف عن المسلسلات العراقية أو الأعمال اللبنانية والعربية الأخرى التي قمت بإخراجها؟

كل بلد نصوّر فيه وكل ثقافة نتعرف عليها وكل شخص نعمل معه يضيفون لمستهم الخاصة على حياتنا بشكل لا مثيل له! المميز في المملكة العربية السعودية هو حضارتها وثقافتها، ففي الجزء الثالث من مسلسل سكة سفر تسنى لنا التصوير في عدة مواقع، في العيون والاحساء والخبر والدمام والعزيزية وأبها والسودة، ما جلعنا نتعرف على لهجة وعادات وثقافة كل منقطة، فعلى الرغم من توحيد المملكة العربية السعودية إلا أن لكل منطقة هويتها الخاصة الفريدة.

من جهة أخرى، إن أكثر ما لفت انتباهي خلال عملي في المملكة العربية السعودية، سواء خلال تصوير الجزء الثالث من مسلسل سكة سفر الرمضاني أو تصوير وثائقي "الهدف"، الذي يتناول قصة لاعب كرة القدم السعودي الشهير سعيد العويران هو أن الشعب السعودي هو شعب سعيد بكل ما للكلمة من معنى، وهذا من دون شك بفضل قادة الدولة وحكامها الذين يأخذون حاجات الشعب بعين الاعتبار ويضعونها نصب أعينهم.


كمخرج شاب، كيف تجد مستقبل الأعمال السعودية مع التغيرات الجذرية التي تشهدها المملكة؟

لقد وصلت الأعمال السعودية، سواء الدرامية أو الكوميدية وحتى السينمائية، إلى مستوى العالمية من دون أي شك. وما يؤكد كلامي هو الأعمال السعودية التي ستعرض في الفترة القادمة، فهي على مستوى عالٍ من الاحترافية.

 


ما الذي يميّز إخراج مسلسلات ستشارك بالموسم الرمضاني؟

المشاركة بالموسم الرمضاني هو فخر بكل ما للكلمة من معنى، ولاسيما مع عدد المواهب الهائل في الدول العربية. وأشكر أوس الشرقي على ايمانه بي وثقته الكبيرة التي خولتني خوض السباق الرمضاني لأكثر من عام. التجربة الرمضانية هي أمر رائع، خصوصاً وأن الجمهور العربي ينتظر الأعمال الرمضانية بفارغ الصبر، فكل أفراد العائلة والأصدقاء يجتمعون بعد موائد الإفطار لمشاهدة المسلسلات.

 
أي مسلسل تابعت خلال شهر رمضان المبارك وأي مسلسل لفت انتباهك ولماذا؟

بكل صراحة لم يتسنى لي الوقت لمتابعة مسلسلات هذا الموسم، إلا أنه بحسب ما تابعت على مواقع التواصل الاجتماعي فقد لفتت العديد من الأعمال الرمضانية انتباه الجمهور العربي، مثل مسلسل "ع أمل"، مسلسل "2024"، مسلسل "نقطة انتهى"، ومسلسل "خيوط المعازيب". كل عمل له رهجته الخاصة والمميز هذا العام إفساح المجال للمواهب الجديدة للمشاركة بالأعمال الرمضانية.

 

 

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

تواصلت مع المنتج زياد الشويري بعد عودتي إلى لبنان، وسأبدأ الشهر المقبل تصوير مسلسل قصير سيعرض في صيف 2024 وهو من بطولة النجمين باسم ياخور ونادين الراسي.

 

شارك

*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون مع ذكر اسم موقع الـ aflami.tv الالكتروني وارفاقه برابط Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية.