شهر زي العسل

أسباب تدفعك لمشاهدة فيلم "شهر زي العسل" على منصة نتفليكس

إذا أردت مشاهدة توليفة مميزة من الكوميديا والرومانسية، فعليك بمشاهدة الفيلم الكويتي "شهر زي العسل" الذي أطلقته حديثاً شبكة "نتفليكس" ويعرض عليها حصرياً، إذ سيفاجئك لشدة بساطته وقربه منك، فهو سيعيدك إلى الأفلام الرومانسية الخفيفة القريبة من القلوب كل الناس.

واقعية العمل تجعلك جزءاً منه

لمس الكاتب قلوب المشاهدين وجعلهم يتفاعلون مع القصة وكأنهم جزء منها، فاختار تجسيد الأب الذي يمنع ابنه من تحقيق طموحاته المهنية من أجل الحصول على الحفيد، فيقوم والد حمد الذى جسده قحطان القحطاني بوقف أحد أهم المشاريع التي يعمل عليها وينتظر توقيع العقد مع شركة ألمانية، ليجبره على التركيز في المشروع الأهم بالنسبة له وهو الزواج، وعليه أن يجد الفتاة المناسبة ليتزوج منها ويأتي بالبشرى السعيدة بقرب قدوم الحفيد خلال شهر على أكثر تقدير، فجعلنا نحزن لقسوته ونتعاطف مع الابن ونبحث عن حلول لمشكلته.
كما نجد أيضاً انتقام الحبيبة من حبيبها كونه تزوج غيرها سراً ورغبتها في الزواج من غيره لإشعال غيرته.
الأحداث في الفيلم واقعية ليست قصص خيالية على الإطلاق بالعكس تناسب الواقع وتجعلنا نندمج معها ونشعر أننا جزء من العمل ونحزن على أبطاله ونتعاطف معه.

نظرة ساحرة لطبيعة لبنان

الإبداع الإخراجى جعلنا نحب المشاهد وننصهر معها، فاختيار مواقع التصوير جديدة و مبتكرة ومميزة، إذ لم يقدم المخرج إيلي السمعان الصورة النمطية للبنان التي اعتدنا عليها فى الأعمال السينمائية التي يتم تصوير معظم الأفلام العربية فيها وصارت كليشيه، وبمجرد أن تراها تعرف أنك في لبنان، بل استغل جمال الطبيعة في المرتفعات وعلى الشاطئ ليعكس على الشاشة إحساساً بالراحة فشاهدنا الجبل والمزرعة والرمل والطبيعة والبحر بنظرة جديدة، وكان اختيار اللوكيشن أو المواقع يتناسب مع القصة، أعطتنا المناظر الطبيعية راحة نفسية وفضول لزيارة تلك الأماكن والاستمتاع بها فى الواقع.

زوايا التصوير تم اختيارها بشكل مبدع واحترافي وخاصة فى مشاهد الدراما، والتركيز على عيون الفنان جعلتنا نتواصل معه بشكل سلس، إذ شعرنا بفرحه وبحزنه وكأننا معه!

عفوية الممثلين سر نجاح العمل

أظهر نجوم العمل موهبة كبيرة لنصل لمشاعر الحب والخوف وخيبة الأمل فى أن واحد، واستطاع الممثلين أن يجعلوننا نعيش كل المواقف بسلاسة، فعشنا معهم لحظات الحزن والألم وكذلك الحب، فاستطاع كل ممثل أن يجعلك متعاطف ومتفاعل معه من دون مجهود، فتؤدي نور الغندور دورها ببراعة وواقعية حتى اختيارها لملابس الشخصية مناسب لها وتعمدت أن تكون على طبيعتها ولم تفرط فى استخدام مساحيق التجميل لتجعل الشخصية أكثر واقعية، وهناك انسجام بينها وبين محمود بو شهري. كما أبدع مهدي برويز وآسيا عاكف فى أدوارهما لدرجة تجعلك تحبهم وتتفاعل معهم، وأضاف وجود ضيوف الشرف وسام صباغ، وجوزيف قصاف، وسلمى شلبي، وعماد فغالي نكهة و لمسة كوميدية للعمل.

الحس الفكاهى للعمل يجعله قريب من الواقع. ليس هذا وحسب، فهناك خليط من المشاعر الإنسانية، إذ لا يمكننا فصل كل شعور وعلى حدا ففى اللحظة التى نبكي بها نشعر بالاحتواء وخاصة تجسيد الصداقة بمعناها الحقيقي العظيم بين أبطال الفيلم، الصديق الداعم لصديقة والصديقة المحبة لصديقتها، ليجسد لنا الصداقة التى نفتقدها فى تلك الأيام لتعطى رسالة أن الصداقة من أهم العلاقات الإنسانية بالحياة وربما بعد مشاهدة هذا الفيلم ستعيد صياغة الصداقة فى حياتك بعد تعزيز قيمتها من خلال الفيلم.

حبكة درامية واقعية

الحبكة الدرامية تسير على مدار الفيلم بوتيرة تبقينا بعيدين عن الملل، ثم تصل لذروتها فنرى فراق الحبيبين ونتعاطف معهم وتتعقد الأحداث فنشعر بالإثارة والرغبة في إيجاد حلول لعودة الحبيببن ثم نجد أنه تم حل العقدة بعد تصاعد الأحداث بجانب أن الحل مناسب ويلمس الواقع، فلم يأتى الكاتب بحلول خيالية كما نرى فى بعض الأفلام بالعكس أستطاع الكاتب الوصول لحلول واقعية يصدقها الجمهور ويفرح لحلها بعد التعاطف مع القصة.

تاريخ النشر 13 مايو 2024