الفيل الأزرق 1

الفيل الأزرق 1

يقرر الطبيب النفسي يحيى العودة للعمل بعد انقطاعه عنه لخمس سنوات، ليكتشف أن القاتل الذي عليه تقييمه هو صديقه القديم الدكتور شريف الكردي، فيبدأ رحلة مليئة بالغموض والسحر يتخللها حبة سحرية تدعى الفيل الأزرق التي تأخذ من بتناولها إلى عالم الأموات.

شارك

قصة الفيل الأزرق 1

يتناول الفيلم حياة طبيب نفسي يُدعى يحيى، وهو طبيب من نوع خاص فقد مر بالعديد من المشكلات على صعيد حياته الشخصية والمهنية، فبعد أن غاب عن عمله لمدة خمسة سنوات متتالية يقرر العودة من جديد ليعمل في مستشفى العباسية، وحين يُطلب منه إجراء تقرير نفسي عن شخص ما ينصدم بأن ذلك الشخص هو صديقه الدكتور شريف الكردي. هنا تبدأ الأحداث بالكشف عن أسرار مثيرة تتعلق بالأبطال وعن كثير من الأحداث الغامضة.

بعد عزلتهُ الإختيارية يستأنف الدكتور يحيى عمله حيث يجد في إنتظاره مفاجأة، ففي القسم الذي يُقرر فيه مصير مرتكبي الجرائم يُقابل صديقه القديم الدكتور شريف الكردي، الذي يعيد إلى الواجهة ماضياً حاول الدكتور يحيى جاهداً كي ينساه، فالكتور شريف هو شقيق حبيبته القديمة لبنى ماهر الكردي، التي تزوجت من رجل يكبرها سنًا وأنجبت منه الأطفال.

بدأت رحلة الدكتور يحيى بحث صديقه شريف على إطلاعه على سبب قتله لزوجته، يظهر لنا شريف صامتاً في بعض اللحظات وشديد الجرأة والقوة في لحظات أخرى. المفاجأة هي عندما تتصل لبنى بالدكتور يحيى وتطلب مقابلته بأسرع وقت ممكن لكي تخبره عن حالة شقيقها وكيف كانت علاقته بزوجته، فالدكتور شريف تزوج من امرأة كان يعشقها كثيراً لكنه لم ينجب منها الأطفال فهو يعاني من فتور جنسي، فقررت زوجته اللجوء إلى عالم السحر والشهوذة لعلاج الفتور الجنسي الذي يعاني منه الزوج، فتلبس الشيطان جسم الدكتور شريف وإستوطنه وفي كل يستيقظ شريف من نومه يشك بأن هناك رجلاً أخراً يطارح زوجته الغرام وبأن الجنين الذي ينمو في أحشائها ليس إبنه، فيطردها من البيت ومن ثم يتصل بها ويطلب منها العودة وبعد أن تعود يضربها ضرباً مبرحاً حتى تطرح الجنين ومن ثم يقوم بقتلها، وبعد أن سمع يحيى قصة شريف وزوجته ظنّ ان الأخير يعاني من مرض إنفصام الشخصية أو ما يعرف بالشيزوفرينيا. المفاجأة هي عندما يصبح لشريف القدرة على قراءة أفكار صديقه يحيى ومعرفة مشاعره وأفكاره تجاه أخته لبنى، بحيث يصارحه في إحدى المرات ويعلمه بأن محاولته لحل القضية ليست سوى رغبةً منه بإرضاء لبنى، ما يضع يحيى في حالة ذهول، إذ كيف لشريف أن يعرف بأمور الغيب.

من التفاصيل المثيرة الأخرى، هي بدء شريف بتعاطي المخدرات لتعرض عليه صديقته أن يجرب نوعاً جديداً وهو الفيل الأزرق، وهذا النوع ينقل من يقوم بتعاطيه إلى عالم الأموات، فتبدأ رحلة شريف عبر متاهات فرعونية وسحرية.

ما وراء الشاشة

أسماء حلمي

أسماء حلمي

Journalist

إن كنت من عشاق أعمال الإثارة والرعب ننصحك بمتابعة "الفيل الأزرق"


بذل الكاتب أحمد مراد مجهودا واضحا للإمساك بخيوط عالم الأمراض النفسية وأعراضها، فعند مشاهدتك لفيلم الفيل الأزرق الجزء الأول ستجد أنك أمام معلومات دقيقة عن المرض النفسى وحركات الجسم بدقة وسلاسة.

"الفيل الأزرق" رواية تشبة شيفرة دافنشي لدان براون، فهى توليفة بين إيقاع وحركية ستيفن كينغ في رواياته "شاينينغ" و"بؤس ميزري"، وسحر وغموض "اسم الوردة" لأمبيرتو إيكو، واستدعاء لتيار الواقعية ليلاصق البيئة المصرية الخصبة للتخيل بلمسة مخرج سينمائي مبهر نجح فى تحقيق الإثارة والتشويق حتى أخر دقيقة فى الفيلم.


عمل يجبرك على متابعته لآخر دقيقة

تاريخ مروان حامد الإخراجي يحمل نجاحات لا حصر لها ولكن يعتبر الفيل الأزرق علامة فارقة في تاريخه الفنى على مدار مشواره، إذ استطاع حامد أن يمسك زمام العمل من اللحظة الأولى التى تخطفك وتدفعك للمشاهدة وتجبرك على الانتظار للحظة الأخيرة بنفس درجة الإثارة والتشويق، والرغبة فى معرفة الأحداث ونهايتها.


أحداث غير متوقعة

كالعادة نتوقع من الأعمال التى تحتوى على الرعب نهايات معروفة كانتصار الأبطال ولكن نهاية فيلم الفيل الأزرق فتحت الباب على مصراعية لخيال المشاهد، الذي سيبحث سريعاً ومن دون شك عن الجزء الثانى للعمل، ما يعتبر نجاحاً ساحقاً للفيلم.


كريم عبدالعزيز مفاجأة العمل

بعد مسيرة فنية حافلة لكريم عبدالعزيز من أدوار الفتى الوسيم الذى يخطف قلوب المعجبات بخفه دمه ومظهره الجذاب، يأتي لرفع شعار الرجل المهمل المتناسي لمظهره وسط دفاتر أحزانه، فرأينا كريم عبدالعزيز فى ثوب جديد لرجل لا يحلق ذقنه مغشيًا عليه لكثرة تعاطيه الكحول، وبالرغم من أنه مختلف تمامًا عن المعتاد إلا أنك كمشاهد لن تتوقع للحظة انه نفس الشخص الجان، كل انطباعك عنه فى سياق القصة الرجل الذكر الذى يبهرك فى كل مشهد بتعبيراته الثابتة ونظرات عيونه الثاقبة التي تضيف للشخصية وقاراً وذكاء. اللافت أن كريم عبد العزيز قد درس علم نفس ولغة جسد ليستطيع أن يفاجأنها بهذا الدور التاريخي المبهر الذى لن ينساه الجمهور مهما طال الزمن.


خالد الصاوي الحصان الرابح

أبدع خالد الصاوى فى تجسيد دور "نائل" فيجعلك تكرهه لاإرادياً وتتمنى له الموت فى كل لحظة فى العمل، فكان دور الشر يناسبه بشكل مخيف، وكانت تعبيراته دقيقة بحرفية متناهية، بجانب أن ملابس الشخصية كانت مناسبة للغاية واختيار التاتو على الرقبة أضاف للشخصية رعباً أكثر، فإن كنت ممن يخافون من مشاهد الرعب فاحذر خالد الصاوى فهو الحصان الرابح فى الأفضل أداء فى هذا الفيلم.


أما الفنان محمد ممدوح الذى جسد شخصية دكتور/سامح القادم من مدينة الفيوم الريفية، فقد أضاف للشخصية سمات خاصة، فبمجرد حديثة تشعر بمدى الكراهية التي يحملها لزملائه، والرغبة فى الانتقام من أى شخص أفضل منه، وهى شخصية في المجتمع لا يمكن إنكار أننا تعاملنا معها بشكل ما، فيجعلك تتذكر أحداث مرّت في حياتك بشكل مختلف فتتفاعل معه ويولد رغبة فى الانتقام، وفى نفس الوقت تحزن عن قتله بهذا الطريقة البشعة.


موسيقى هشام نزيه قطعة من الإبداع

أضافت موسيقى هشام نزيه نكهة إبداعية فى الفيلم، فنقلتنا من مشاعر الحزن والقلق والتوتر والرعب بسلاسة ولين. موسيقى الفيلم تجعلك تشاهده بكل وجدانك وتدرك أنك أمام فيلم لن تراه كل يوم في السينما العربية.

تاريخ النشر 15 مايو 2024

أسماء حلمي صحافية مصرية بجريدة الفجر، عضو نقابة الصحفيين المصرية، متخصصة في كتابة التحقيقات والتقارير، عملت في عدة مواقع مصرية وعربية في شؤون الفن والثقافة.