يوميات سكر

في إطار من الموسيقى والغناء، تدور أحداث فيلم "سكر" حول فتاة تُدعى جودي تنشأ يتيمة في دار للأيتام وتعاني من قسوة المعاملة، يتبنّى جودي، رجل غامض لا تعرف عنه شيئًا سوى ظله الطويل الذي رأته ذات مرة، ثم تبدأ علاقة بينهما من خلال تبادل مجموعة من الرسائل الطويلة على مدار سنوات. تتغير حياة جودي بشكل جذري وتصبح سكر عندما يتمّ تبنيها، وتُواجه العديد من التحديات في رحلة حياتها من ملجأ الأطفال إلى مرحلة التخرج.

يُصوّر الفيلم المجتمع كبيئة قاسية تفتقر إلى أي نموذج طيب أو متفهم، سواء في دار الأيتام أو في مجتمع المدينة، حيث يتعرض الأطفال للاضطهاد والتنمّر والتعذيب من قبل مختلف الشخصيات. وتبدأ هذه المعاناة من "رتيبة" مديرة دار الأيتام وصاحبة المنزل، مرورًا بابن صاحب الفرن، وصولًا إلى الصغيرات اللواتي يأتين مع آبائهن في يوم التبني، الذي يتحول إلى سوق لبيع الأطفال بعيدًا عن أي مبادئ إنسانية. إلى جانب رتيبة وفتيان وفتيات الملجأ، يتوزع الفيلم على مجموعة من الشخصيات التي تُشارك "سكر" رحلتها، مثل بلاليكا وهو السائق المتعدد المهام والوظائف الذي يقوم بمساعدة رتيبة ، المديرة الشريرة والعنيفة في عدد من المهام داخل الملجأ، بالإضافة إلى أختها الطيبة المغلوبة على أمرها. وتتصاعد الأحداث مع اكتشاف شخصية "أبو الذهب" الذي يتبنى الأطفال لكي يعملوا في منجم سري.

تُجسّد شخصيات الفيلم قصصًا إنسانية مؤثرة، مُسلّطة الضوء على ظاهرة استغلال الأطفال والتنمر والفساد الذين يتعرّضون له من قبل بعض أفراد المجتمع ويهدد حياتهم. وبالرغم من الصعوبات والظروف القاسية التي تواجه سكر وزملاؤها في دار الأيتام، إلا أن الأطفال يتعاونون معًا في الدار ويُشكلون جبهة قوية لمواجهة التحديات، مُتسلحين بالأمل والإيمان بمستقبل أفضل، حيثُ تُصبح سُكر فتاة قوية ومستقلة تُحارب من أجل أحلامها. ولكن بينما تتطور شخصية سكر بشكل ملحوظ، لا تحظى باقي الشخصيات بنفس القدر من التطورات الجوهرية في أزماتها أو صراعاتها الشخصية. وينتهي الفيلم بلمسة من الغموض، حيثُ تُستخدم آلة غريبة للتواصل مع سكر من قبل صاحب الظل الطويل، مما يُشير إلى وجود جزء ثانٍ يكمل الأحداث.