
دراما تاريخية تعيد إحياء تاريخ السينما السورية.. أسباب تدفعك لمشاهدة مسلسل "ليالي روكسي"
يُعد مسلسل "ليالي روكسي" من أبرز الإنتاجات الدرامية السورية في موسم رمضان 2025، إذ يجمع بين الطابعين التاريخي والاجتماعي، ويُلقي الضوء على نشأة السينما السورية في ظل الاحتلال الفرنسي. وقد حظي المسلسل بنسبة مشاهدة مرتفعة ولاقت أحداثه استحسان الجمهور منذ بداية عرضه. فإن كنت من عشّاق الدراما التاريخية، فلا تفوّت فرصة مشاهدته.
تجربتي الشخصية مع المسلسل
منذ اللحظة الأولى لإعلان البرومو، تحمست لمتابعة مسلسل "ليالي روكسي" خلال موسم رمضان، فقد جمع الإعلان نخبة من الأبطال الذين يحتلون مكانة خاصة في قلبي، وعلى رأسهم دريد لحام ومنى واصف. هذا الثنائي المحبوب شكل أحد أبرز الدوافع التي جعلتني أترقب العمل بشغف، وتوقعت أن يشكّلا إضافة قوية للمسلسل، وبالفعل، أضفى حضورهما لمسة فنية راقية، تمنّيت لو زادت مشاهدهما لما يتمتعان به من احترافية وأدوات تمثيلية رفيعة.
مع متابعة الحلقات، شعرت وكأنني انتقلت إلى دمشق، وعشت في بيوتها الواسعة وساحاتها العريقة. المسلسل نقلني إلى حقبة زمنية قديمة تعرّفت من خلالها على عادات أهلها، ومشكلاتهم، والقيود الاجتماعية التي واجهوها، والتي تتشابه كثيرًا مع ما عرفته مجتمعات عربية أخرى. كل مشهد حمل واقعية آسرة دفعتني للتفكير بزيارة دمشق واكتشاف تراثها عن قرب. أما أماكن التصوير فكانت مختارة بعناية فائقة، وعكست أجواء الحقبة بدقة. كذلك أعجبتني فكرة الاعتماد على الإضاءة الهادئة والديكورات البسيطة التي عكست بساطة الحياة في ذلك الزمن، وتحديدًا في بدايات نشأة السينما السورية.
أما الفنانة سلاف فواخرجي، فقد أبدعت في تجسيد شخصية "توتة"، أول امرأة سورية تدخل عالم التمثيل متحدية القيود المجتمعية. أداؤها جاء هادئًا، ناضجًا، وواقعيًا، ينضح بالإحساس والاحترافية. ملابسها جاءت منسجمة تمامًا مع الحقبة الزمنية، كما أضفى المكياج البسيط وتسريحة الشعر القصيرة لمسة أصيلة تُجسد روح نجمات ذلك العصر.
ولا يمكن الحديث عن العمل دون الإشادة بدور الفنان القدير أيمن زيدان، الذي كان بمثابة "رمانة الميزان" في المسلسل. أداؤه المتميز شكّل عنصر توازن وقوة جذب رئيسي للجمهور، وأثبت مرة أخرى أنه الحصان الرابح في كل عمل يشارك فيه.
الإعلان الرسمي لمسلسل "ليالي روكسي"
آراء المشاهدين على مواقع التواصل
أثار المسلسل حماس الجمهور منذ بدء الترويج له، خاصة بعد نشر البوسترات التي تصدّرها نجوم العمل. وقد لقي البوستر الذي يظهر فيه النجم أيمن زيدان تفاعلًا واسعًا، حيث عبّر العديد من المتابعين عن حماستهم الشديدة لعودته المرتقبة، مؤكدين انتظارهم لمتابعته بشغف.
حظي المسلسل بتفاعل واسع من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مع الفيديوهات والمنشورات التي شاركها نجوم العمل خلال فترة العرض. وقد نالت الفنانة سلاف فواخرجي إشادة كبيرة على أدائها، واعتبرها كثيرون من أبرز نجوم العمل. كما عبّر المتابعون عن إعجابهم بالقصة وبالمسلسل ككل، مشيدين بجودة الأداء والإخراج، ومتمنين النجاح الكامل لفريق العمل.
بعد أن شاهدنا "ليالي روكسي"
لهذه الأسباب ننصحك بمشاهدته
- السياق التاريخي سر انجذاب المشاهد
- تناغم فريق العمل ساهم في نجاحه
- تتر المسلسل يخطف قلوب الجماهير
- العمل يناقش قيمة الفن وتأثيره
السياق التاريخي سر انجذاب المشاهد
تدور أحداث مسلسل "ليالي روكسي" في دمشق خلال عشرينيات القرن الماضي، حيث يُسلّط الضوء على التحديات التي واجهها رواد السينما السورية في إنتاج أول فيلم سينمائي بعنوان "المتهم البريء" عام 1928. يعكس المسلسل الصراعات الاجتماعية والسياسية في تلك المرحلة، ولا سيّما في ظل الاحتلال الفرنسي، ويُبرز كيف شكّل الفن وسيلة للمقاومة والتعبير عن الهوية الوطنية. ويُعد السياق التاريخي الذي تدور فيه الأحداث أحد أبرز عناصر نجاح العمل، إذ جذب الجمهور للتعرّف على ملامح المجتمع السوري آنذاك، من عادات وتقاليد وأسلوب حياة، وصولًا إلى الأزياء والبيئة البصرية التي صوّرت تلك الحقبة بدقة وجاذبية.
تناغم فريق العمل ساهم في نجاحه
يضم مسلسل "ليالي روكسي" نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية، على رأسهم الفنانة سلاف فواخرجي التي قدّمت دور "توتة"، أول امرأة سورية تدخل عالم التمثيل، متحدّية القيود الاجتماعية لتحقيق شغفها بالفن. وقد نالت استحسان الجمهور بأدائها الرصين واختياراتها الدقيقة في المظهر، من قصة الشعر القصيرة إلى المكياج المستوحى من أجواء عشرينيات القرن الماضي.
شاركها التألق الفنان القدير أيمن زيدان في دور "عطا"، صاحب مكتبة يؤمن بدور الفن ويدعم صناعة السينما رغم التحديات السياسية. أداؤه المتقن شكّل أحد أبرز عوامل نجاح العمل، وأسهم في جذب شريحة واسعة من الجمهور.
كما ساهم في إكمال هذا الفريق المميز حضور الفنانة منى واصف بدور "زور سباس جانم"، وهي شخصية نسائية قوية أثارت الفضول منذ ظهورها في الإعلان الترويجي متحدثة بالإنجليزية. وشارك في العمل أيضًا الفنان الكبير دريد لحام، ليعود من خلال هذا المسلسل ويجتمع مجددًا مع منى واصف بعد غياب امتد لأكثر من 42 عامًا، وهو لقاء يُعد إضافة فنية استثنائية للعمل، يثريه بالخبرة والحنين.
تتر المسلسل يخطف قلوب الجماهير
تُعد الموسيقى التصويرية لمسلسل "ليالي روكسي" من أبرز العناصر التي ساهمت في تعزيز الأثر العاطفي للمشاهد، حيث نجح فريق العمل في توظيف الصوت والموسيقى لنقل المشاعر وتجسيدها وتحويلها إلى رسائل مؤثرة. وقد لاقت أغنية تتر البداية، "يا طيرة"، بصوت الفنانة القديرة لينا شماميان، تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأشاد بها الجمهور لما تحمله من حسّ فني عالٍ.
الأغنية مستوحاة من التراث السوري، وهي في الأصل من كلمات الشاعر أبو خليل القباني، بينما تولى إعادة توزيعها وتحديثها الموسيقار غالب زيدان، فنجح في تقديم صيغة موسيقية تمزج بين الأصالة واللمسة العصرية، ما جعلها تنسجم تمامًا مع أجواء المسلسل الذي يعرض فترة مفصلية من تاريخ دمشق. ويُعد صوت لينا شماميان عاملًا رئيسيًا في نجاح التتر، بفضل قدرته على إيصال الحنين والدفء المرتبطين بتلك المرحلة الزمنية.
العمل يناقش قيمة الفن وتأثيره
يعالج مسلسل "ليالي روكسي" مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية التي كانت سائدة في دمشق عام 1928، في ظل الاحتلال الفرنسي. ويسلّط العمل الضوء على المراحل الأولى لصناعة السينما السورية، والتحديات التي واجهها الرواد الأوائل في مواجهة واقع معقّد يسوده الصراع بين التقاليد والانفتاح على الفنون الحديثة.
من خلال شخصية "توتة"، التي تمثّل أول امرأة تسعى لدخول عالم التمثيل، يُجسّد المسلسل الصراع بين القيم المحافظة والرغبة في التحرّر والانفتاح، ويعكس التوتر القائم في المجتمع بين الحفاظ على التقاليد واعتناق الحداثة. كما يستعرض أجواء الحياة اليومية في دمشق خلال تلك الفترة، من علاقات أسرية وعادات اجتماعية إلى أماكن الترفيه والتجمع، مقدمًا بذلك صورة حية عن تفاصيل المجتمع الدمشقي.
أما الجانب السياسي، فيظهر من خلال تأثير الاحتلال الفرنسي على المجتمع وبنية القيم والعلاقات، وإن عُرض هذا البُعد أحيانًا بشكل غير مباشر عبر تفاعلات الشخصيات. ويبرز العمل في مجمله قيمة الفن كأداة مقاومة ووسيلة للتعبير عن الذات والمجتمع، ودوره في توثيق التحولات الكبرى في التاريخ السوري.
صفحة مسلسل "ليالي روكسي"
اقتراحات مسلسلات مشابهة كان لها نفس التأثير علينا
إلى جانب مسلسل "ليالي روكسي"، هناك العديد من الأعمال الدرامية السورية التي تتناول أحداثًا تاريخية وتراثية وتتمتع بتأثير درامي مشابه، وتستحق المشاهدة لما تقدّمه من محتوى غني وقيّم، من بينها:
- رباعية الأندلس
- الحداد
- ومضات من تاريخنا
فهذه الأعمال تسلط الضوء على محطات مهمة من التاريخ العربي والسوري بأسلوب درامي مؤثر.