الممثلة الشابة نتالي فريحة لأفلامي
الممثلة الشابة نتالي فريحة لأفلامي

 
لفتنا في الآونة الأخيرة دخول العديد من المواهب الشابة إلى عالم الفن ووقوفها إلى جانب نجوم كبار ، بحيث أظهرت جدارة وموهبة تستحقان التقدير. من بين هذه المواهب، موهبة شابة عشقت عالم التمثيل وقررت أن تخوضه على طريقتها الخاصة المميزة. لعبت الصدفة دوراً في مسيرتها المهنية والصدفة الأكبر هي أن عملها الفني الأول يدعى "بالصدفة"... إنها الممثلة اللبنانية الشابة نتالي فريحة التي انطلقت منذ فترة وجيزة بمسيرتها الفنية، ولمست بحضورها قلوب المشاهدين بعد مشاركتها في أعمال كان لها وقعها في عالم المسرح، السينما والمسلسلات الدرامية، آخرها كل من "عالحد" و "عنبر 6" ، اللذين يعرضان على منصة شاهد.

في حديث عفوي، تعرفنا في أفلامي على الشابة نتالي فريحة، وعلى بداياتها وطموحاتها وكيفية تعاملها مع كل شخصية من الشخصيات التي لعبتها. تعرّفوا معنا في هذه المقابلة، وضمن سلسلة مقابلات سنسلّط فيها الضوء على مواهب شابة، على مسيرة الممثلة نتالي فريحة التي نتطلع لأعمالها المستقبلية.

 

   

اختيار مهنة المستقبل ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، تتأثر بالعديد من العوامل والأفكار المسبقة والصور النمطية ولاسيما بالنسبة للأنثى، كيف قررت دخول عالم الفن؟ ومن كان داعمك الأول؟

فعلاً والعوامل لم تأتي من عدم، فكثرة النماذج الداعمة لها، ضمنت وجودها وتوارثها. لكن أؤمن أن هنا يأتي دور جيل الشباب، ولاسيما الإناث، فدورنا يتمثل بخلق نماذج جديدة تساهم بتطوّر الفكر وتغيير الصور النمطية. كيف قررت دخول عالم الفن؟ لطالما كان شغفي بعالم الفن كبيراً، ولكنني لم أدرك أنه المسار المهني الذي سأسلكه لو لم تلعب الصدف دورها فهي من أخرجت هذا العشق من حالة اللاوعي إلى الوعي، وأنا تجاوبت معها، وطريقي في هذا العالم ما زال في أوله. أما عن الداعم الأول فكان الحبيب الأول.


أخبرينا عن تجربتك الأولى في مجال التمثيل؟

التجربة الأولى كانت في فيلم سينمائي بعنوان "بالصدفة" من بطولة الفنانة كارول سماحة والممثل بديع أبو شقرة سوف أتذكر هذه التجربة دائماً بسبب الحالة المتناقضة التي اختبرتها بين الشغف والحماس والإندفاع والقلق والخوف والحذر في الوقت عينه. ما لا يغيب عن ذهني أيضاً وما أقدرّه بشكل كبير هو احتضان الأبطال لموهبتي في مشاهدي التصويرية ودعمهم لي في تلك الفترة. هذا الأمر أغنى تجربتي وأنا ممتنة أنني كنت جزءاً من هذه التجربة. 

 

 


من المسرح إلى أعمال بُثت على منصة من أهم منصات البث المسبق، شاهد، أخبرينا عن رحلتك المهنية بين التمثيل المسرحي ومنصات البث، وكيف بدأت قصة التعاون مع شركتي Eagle Films وCedars Art Production؟

أرى منصة شاهد إنجازاً كبيراً للعالم العربي، فهي بمثابة باقة غنية بالورود الجميلة، في إشارة إلى تنوع أعمالها وغناها. جيلنا محظوظ بوجود منصات البث؛ لأن هذا الإكتشاف ساهم بتعزيز وإغناء القدرة الإستيعابية في عالم الفن الدرامي. أما عن رحلتي المهنية بين التمثيل المسرحي والتمثيل التصويري، قد تختلف التقنية ولكن الجوهر هو نفسه وهو مهارة "سرد القصة" وهذه المهارة هي أساس الفن عامةً، وهنا يكون التركيز بشكل خاص. كل ما يمكنني قوله عن التعاون مع شركات إنتاج بهذا المستوى العالي، هو أن احترافهم المهني أغنى مسيرتي المهنية فعلاً ، لهذا أشعر بالإمتنان للتعاون معهم. وبكل صدق، لقد تم التعاون بالصدفة من جهة وبالإجتهاد من جهة أخرى.


كموهبة شابة في بداية مشوارها الفني، ما هي المعايير التي اتبعتيها للموافقة على المشاركة بأعمال تابعها الجميع من مثل عالحد وعنبر 6 ؟ وبعد خوضك هذه التجارب هل اختلفت هذه المعايير؟

المعايير عديدة، لكن هناك معيار جوهري بسيط، وهو أن تتمتع الشخصية بالبعد الإنساني الذي يتطلب بعض التناقضات. هذا تحدٍ مشوّق لكل من الكاتب والممثل والمشاهد، والتجارب التي خضتها حتى الآن خضعت لهذا المعيار ولاسيما أن التجارب ساعدتني على تطويره وتعزيزه.

 

 

 

كيف تستعدين لتجارب الأداء والتصوير؟ وما هي الأدوار التي تستهويكِ؟

أستعد لكل دور من أدواري بالكثير من الحب والاندفاع. بطبيعتي ارتاح لوجود مدربة تمثيل إلى جانبي قبل التصوير وخلاله، وذلك لأكون حاضرة على أكمل وجه. كما أنني أحرص على مناقشة أدائي معها بعد انتهاء التصوير لتطوير مهاراتي وتحسينها. تستهوني الأدوار الشجاعة، فالشجاعة تعني القدرة على إظهار التناقض والتناقض يعزز من البعد الإنساني للشخصية فيغني النص والأداء معاً ويجعل المشاهد أكثر تجاوباً مع الشخصية.


ما هو العمل الحلم بالنسبة لنتالي فريحة؟ وأي نجم أو نجمة تتمنين التمثيل إلى جانبها؟

العمل الغني نصاً، إخرجاً، أداءً وإنتاجاً هو العمل الحلم بالنسبة إلي. أحلم بهذا العمل ليلاً ونهاراً، وأتمناه لنفسي ولزملائي؛ لأن الأعمال الغنية ترفع من المستوى العام للأعمال الدرامية. أتمنى التمثيل إلى جانب الفنان الكبير جورج خباز وإلى جانب المخرجة والممثلة نادين لبكي، فهما كالمنارة التي ترشدني في هذا المجال إنسانياً وفنياً.

   


في رصيدك أعمال تتراوح بين المسرح والسينما ومنصات البث، في كل منها لعبت شخصية مختلفة، اخبرينا عمّا يميز كل من شخصياتك في عنبر ٦، عالحد، بالصدفة وما شاء will.

كل الشخصيات التي لعبتها حتى الآن، تركت أثراً كبيراً في نفسي، ولقد استمتعت بالعمل عليها وبتطويرها. دائماً ما تكون الأعمال الأولى بمثابة حقل للتجارب، ولحظي الجميل كان هناك ترحيب من المخرجين والكتاب الذين تعاونت معهم على إضافة تعديلات تثقل الشخصيات وتخدم العمل ككل.

في مسلسل عنبر 6 بجزئيه الأول والثاني، لعبت دور "نور" سجينة في منتصف العشرينات، نصب لها كمين فوجدت نفسها في السجن تتخبط داخل بيئة غريبة، وبحكم أن الشخصية كانت تعاني من مرض الصرع، هذا الظرف منح مساحة أكبر لإبراز موهبي وإمكاناتي. الملفت بدور نور هو عنفوانها وإصرارها على إستعادة قوتها على الرغم من محاولات كثيرة غير ناجحة.

في مسلسل عالحد، جسدت دور "كارول" مضيفة طيران تتعرض لعملية إعتداء، الأمر الذي يمنعها من متابعة حياتها بشكل طبيعي، إلا أنها تختار التعامل مع صدمتها وتخطيها وتسليم دليل يدين المعتدي متحديةً مخاوفها الموروثة، ما يجعلها تعود إلى حياتها أقوى.
سينمائياً، وفي فيلم بالصدفة، لعبت دور "فاتن" وهي شخصية عفوية ومغامرة من طبقة إجتماعية متواضعة، تلجأ إلى السرقة لحل مشاكلها، ثم تتفاجأ بحجم الأضرار المترتبة على أفعالها فتُدخل معها المشاهد برحلة من التشويق.

مسرحياً، تجربتي الأولى لها مكانة خاصة في قلبي، فقد لعبت شخصية " الليدي ماكبث " حيث تقوم هذه الشخصية بإستدعاء أبرز الأدوار النسائية في مسرحيات شكسبير بشكل طارئ، فتجمعهم سراً، طامحة لإنقلاب على الفكر الذكوري المتوارث لكنها تجد نفسها أمام عراقيل عدة.

في كل دور أدّيته حتى الآن، كنت أحرص على البحث عن نقطة القوة في الضعف ونقطة الضعف في القوة في كل شخصية من الشخصيات، ما سمح لي بتكوين بعد إنساني جميل أعتز به. حتى أنني أعتمد هذه التقنية في حياتي اليومية لتمدّني بالوعي اللازم متى احتجت إليه.

  

 

 

ما هي رسالتك لكل من يفكر بدخول عالم التمثيل ولاسيما الفتيات؟

أن تثقّف نفسها كي لا تتعثر بالمنظور، فيغفل عنها غير المنظور. عالم التمثيل هو مجال إستثنائي، ونسبة النجاح فيه أيضاً إستثنائية بمعنى أنها قد تكون صعبة بعض الشيء ولكنها ليست معدومة ومستحيلة، وأرى أنه من الحكمة أن نكون متيقظين لهذه الحقيقة.

  

في الختام، من أكثر الصور النمطية المنتشرة في وطننا العربي هي أنه على الممثلة الشابة أن تكون جميلة لتنجح في هذا العالم. ما رأي نتالي الشخصي بهذا الموضوع وهل الموهبة كافية للنجاح؟ أم أن التحصيل الأكاديمي مهم أيضاً؟

إلى حدٍ ما. فالجمال الخارجي هو كجواز السفر. ولكن السر هو لدى جميلة القلب والعقل أولاً. هذه قناعتي حتى الآن. قد تكون جميلة المظهر ولكن في حال عدم تمتعها بالقوة العقلية والنفسية اللازمتين، قد لا تتحمل الضغط الذي يرافق هذه المهنة. الموهبة هي حجر الأساس، ولكن كيفية احتضان الموهبة هو الذي يصنع كل الفرق. أما التحصيل الأكاديمي فهو شكل من أشكال احتضان الموهبة لذلك هو مهم، وأنا شخصياً اخترته إذ قمت بدراسة فن التمثيل في إطار أكاديمي، ولكن بهدف الإحتراف نحتاج إلى الكثير والكثير من الممارسة والخبرة. في النهاية، تختلف أساليب احتضان الموهبة ولكن المهم أن تجدي نفعاً لصاحبها.

شارك

*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون مع ذكر اسم موقع الـ aflami.tv الالكتروني وارفاقه برابط Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية.